أرواد
.. لؤلؤة طرطوس وشامة على خدّها
إنها ابنة البحر و معناها
الملجأ كما سماها الفينيقيون، تبعد عن شاطئ مدينة طرطوس حوالي خمسة كيلو مترات..
مساحتها حوالي مئتان وأربعون ألف متر مربع ثلثها مأهول بالسكان أما الباقي فهو
منطقة صخرية، هي وريثة الحضارة الفينيقية، حيث أطلقوا عليها اسم أرادوس هذا وسكنها
الآشوريون والكلدانيون والمصريون وغيرهم من الحضارات المتعاقبة حتى اليوم. يختلف عدد سكانها حسب فصول السنة فلا يتجاوزوا
العشرة آلاف نسمة وهم يتصفون بالشهامة وحسن الضيافة. بالإضافة إلى أن ميناء أرواد
لا يتوقف عن الحركة فهناك عشرات المراكب البحرية التي ترسو فيه يوميا وتنقل الركاب
والسياح من وإلى مدينة طرطوس. كما أنه يوجد فيها الكثير من المقاهي والمطاعم
وجميع الخدمات من مركز صحي وثلاث مدارس ومتحف تاريخي .
صناعة
الشباك ولوازم الصيادين وصناعة المراكب
ويوجد فيها سوق لصناعة
الحلي والهدايا الصدفية حيث لا يستطيع الزائر العودة من الجزيرة إلا ويحمل ذكرى من
هذا السوق. كما امتهن سكانها حرفة الصيد وصناعة الشباك
ولوازم الصيادين وصناعة المراكب، والقوارب البحرية، وعن هذه الصناعة العريقة
يخبرنا السيد فاروق بهلوان :
هي مهنة متوارثة عن الآباء
والأجداد وقد تطورت مع تطور الزمن حيث أصبحنا نصنع القوارب الكبيرة التي قد يستغرق
العمل فيها أكثر من عام ونصف، كما أننا أصبحنا نصدر منها إلى دول أخرى بالإضافة
إلى الصناعة نحن نقوم بترميم المراكب الموجودة وتصليحها إن لزم الأمر، ولكن هذه
الصناعة مهددة بالاندثار، بسبب عزوف معظم الشباب عن تعلم هذه المهنة، وتفضيلهم
دراسة الهندسة البحرية، أو العمل بالسفن التجارية الكبرى كما وتتمتع أرواد بعناصر تراثية مختلفة تتنوع بين الآثار
الصخرة القديمة، و الكهوف المتحولة التي توجد في الجهة الغربية للجزيرة، التي
تأثرت بعوامل الحت والتعرية والترسيب، وبقايا الحمام العثماني وبقايا البرج وغيرها
من المباني التراثية الأخرى، وتوجد فيها قلعتان الأولى بناها الفينيقيون ويخبرنا
عنها السيد رئيف حسن أمين متحف أرواد قائلا: تقع قلعة أرواد في أعلى إرتفاع
لها أربعة عشر متر عن سطح البحر حيث بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي على أنقاض
بناء فينيقي، وهي عبارة عن بناء مستطيل الشكل يبلغ طولها ١١٠ متر وعرضها ٨٥متر،
يصعد إليها الزائر بواسطة درج جانبي يقود إلى البوابة الرئيسية التي تؤدي إلى بهو
ومنه درج إلى السطح، ويصل إلى قاعة كبيرة على جانبها غرفتان صغيرتان وهي قاعة
الحاكم. تتألف القلعة من ثلاث أقسام. القسم الأول دفاعي، محاط بسور مجهز بمرامي سهام.
والقسم الثاني خدمي، عبارة
عن فسحة سماوية محاطة بثماني عشر غرفة مجهزة بمواقد للتدفئة، وبعضها يحوي آبار
لجمع المياه عن السطح بواسطة مزاريب فخارية، أما الثالث فهو دفاعي أيضا محاط بسور
ارتفاعه سبعة أمتار على جانبيه ممشى بعرض متر واحد، وعلى يمينه مرمى سهام،
والمسننات الحجرية تصل بين أقسامه الثلاثة، كما أنها تحوي أربعة أبراج، على كل
زاوية برج، ثلاثة دائرية والرابع مستطيل، كما يتوزع على شرفاتها مرامي السهام
والمسننات الحجرية والمحاريق.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن
الجزيرة تضم بقايا سور صخري ضخم على أنقاضه بنت البيوت التقليدية الحديثة التي
يسكنها أهل الجزيرة الحاليين.
الإعلامية ثراء سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أي تساؤل عن الموضوع