مسؤولية الصحافة الرياضية
لا شك أن الصحافة الرياضية اليوم تعتبر إحدى الواجهات الحقيقية لمدى تقدم وتحضّر أية دولة من دول العالم فهي الوسيلة المثلى لتقديم شتى فروع الثقافة لمن يريد أن يستزيد فإذا كان المفهوم ينطبق تماما على الصحافة ،، فإنه يشمل بالتأكيد أحد ركائزها وهي الصحافة الرياضية وتمثل القاعدة العريضة من جميع فئات الشعب وكأي شيء له كيان وأبعاد ومفاهيم فلابدّ أن يكون له أسلوب واضح ومنهج محدد وشخصية متميزة وهذا هو صلب وكيان الصحافة الرياضية التي لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا بتوافر الأسلوب والمنهج والهدف والتحلي بالروح والقيم والمبادئ والتصدي للمهاترات والبعد عن الابتذال ونبذ كل ما يضر بالرياضة وأهدافها السامية .
وما دمنا بصدد الحديث عن قوام الصحافة الرياضية فلا بدّ من طرح سؤال مضمونه ما مدى ما قدمته صحافتنا الرياضية لقرائها .!! والإجابة على هذا السؤال هو أن الصحافة الرياضية غلبت عليها النظرة الإقليمية رغم أن صحافتنا الرياضية تحوي بين طياتها عمالقة للنقد البناء لهم كيانهم الراسخ وأثرهم الايجابي على تلك الصحافة تأثيرا وتأثرا لكن الداء بالطبع ليس في العمالقة بقدر ما يكمن في عدم الاستفادة من وجود هؤلاء والاقتداء بهم ودراسة منهجهم ونظرتهم بدلا من انتهاج أسلوب الانفرادية ، والانفرادية تأتي من منطلق أن كل صحافي يحاول أن يكون له أسلوبه المميز وكلماته التي تشير إليه وهذا في حد ذاته ليس عيبا بل العيب أن يكون هذا الأسلوب مفتعلا ومصطنعا حتى إذا ما قرأه أحد لا يجني من ورائه سوى ضياع الوقت ومن هنا اختلفت الجهات وتعددت الأقلام المسؤولة ، ومسؤولية الصحافة الرياضية اليوم أعظم من أي وقت مضى فالعالم كله يحيا عصر الاختراعات الحديثة ، وعقل الإنسان لم يعد ساذجا ليتقبل المناظرات الجوفاء أو الكلام السطحي أو التحليل المجرد من النظرة الموضوعية والأبعاد الفنية فلا بدّ للعاملين في حقل الصحافة الرياضية أن يوحدوا النظرة مهما اختلفت الأساليب وأن يناقشوا وجهات النظر مهما تعددت وأن يراعوا حقوق قرائهم عليهم مهما اختلفت الميول والأذواق لا لشيء سوى كسب احترام القارئ لهم والنهوض بصحافة رياضية متميزة إلى أقصى مستوى ممكن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أي تساؤل عن الموضوع