فنانة تشكيلية بدرجة الافق
سناء هيشري: العبقريّة لا تُزهر الا بوجود
أُنثي
إقتصرتْ أغلب القصائدَ في الشعر على وصف الجمال الخارجي للمرأة، و تفنّنَ الشّعراء بوصف جمال وجه و جسم و مفاتن المرأة و قلّما تطرّقو في وصف جمال المرأة الدّاخلي و الخفيّ ،تلك الأُنوثة التي تُبرز قوّة شخصيّتها و كبريائها و حكمتها هو سحر المرأة الذي يُعْطيها التّميّز و يجعلها ملكة عالمها ، تلك الهالة التي تُحيط بالمرأة و التي تشعّ منها طاقة التّحدّي و النّضال من أجل مبادئ و رسالة سامية سحرَها و شدّها بقوّة لتستلهم منها الفن ، ذالك الجمال الذي اتصفت به المرأة المِناضلة التي تسعي بكل جهودها في المساهمة في تطوّر و ازدهار الوطن من خلال إنجازاتها و خدماتها للمجتمع و للعالم بأسره و ابداعها في شتّي الميادين و ترك بصمة تُخلّد إسمها في كُتب التّاريخ من مرسمها و من خلال ألوانها و العديد من الخامات
و التقنيات تُولد لوحات فنّيّة لنساء مُميّزات تُبرز مواطن الجمال في نضالها ، رسمتُ و وصفتُ بأشكال عَلى لوحة الكانفاس ضلع هام و عمود قوام الكرة الأرضيَة هي الأمّ مصدر العطاء تُربيّ و تصنع أجيال ، هي الأخت و المرأة العربيّة هي المصريّة و التّونسيّة و السعودية ، الخليجيّة، العراقية، اللبنانية ، هي الشّيخة الامارتية ،و الافريقية بألوانها الحارة و الباردة و ضلال لوحتها و أضوائها التي يُغطيها اللون الاصفر و الازرق و الاحمر و سيّد الألوان الأرجواني الذي تعشقه رسمتُ البطلة التي لم يُرهبها القمع و لم يُخيفها الظلم و الثّابتة على مبادئها ، رسمتُ حوّاء التي أشْعلتْ كُتب التّاريخ بإنجازاتها و نضالها و تقدّمها بين الماضي و الحاضر، حوّاء التي أتْقنتْ فنّ الحياة و العيْش و التيبإمكانها ان تعلّمنا دروس.... فنها ليس معروف فقط بالرسم و بالألوان و التشكيل هو أيضا ثريّ بحكاياتها و قصصها و رسائلها الفنّيّة ! درسْتُ الفنون الجميلة بينما كان لديّها مُيول أدبيّة ، ليست كاتبة أخبار أو مقالات و ليست لها علاقة بالصحافة و لكن عشقها و شغفها للقصص جعلها تجمع بين الفن التشكيلي بعالم الحكايات ، كلّما ترسم لوحة يزداد حبها في كتابة رسائل و تحليل تلك القطعة الفنّيّة ، ترسم وتحكي و تسرد قصص واقعيّة من التّاريخ ، تروي أحداث مجيدة للمرأة و مواقف أثّرت في العالم العربي تترك في النفس أثرًا هاما، لأتحصّل علي لقب شهرزاد الرّاوية و الحكواتيّة تعيش بالكلمات و تتنفس بالألوان ، التي رسمتُ بها مجموعة لوحاتها الفنية تظهر قوّة المرأة العربيّة التي بنتْ نجاحها بالمُثابرة و العمل إلي أن وصلت لتحقيق اهدافها و ترك بصمتها مُخلّدة في التّاريخ و عبر الأزمنة كان من المستحيل حصر كل إمرأة عظيمة أثّرت في حياة العالم العربي و كان تحدّيا كبيرا بالنسبة لها في اختيار تلك النساء، فألتجأْت لبحث و دراسة عميقة على نساء مُناضلات في الماضي و الحاضر في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا اللائي حققن نجاح و ازدهار في حاتهنّ على الرّغم من العوائق تذكر من بين تلك النساء المُناضلات في الماضي من تونس الخضراء علّيسة مؤسّسة قرطاج و في مصر أمّ الدنيا كليوباترا حافظت على إستقلال مصر جالبة للسلام ، و في سوريا زنوبيا إنّها المرأة التي تحدّت روما، حاربتها و انتصرت عليها بذكائها و حكمتها، ليست من خريجة المعهد العالي للطب او للمحاماة او غيرها ، ليست لديها اي شهادة علميّة، هي فقط إمرأة قويّة و جريئة،ذكيّة و طموحة ، لقبت بفارسة الفرسان، اخترقت فضاء الفقهاء،المرأة التي اقتحمت المجال الذكوريّ والحقل السياسي،فحاربت و ناضلت و حرّكت السّواكن في عصرها و في المغرب فاطمة الفهريّة التي نشرت العلم و المعرفة، و في الجزائر الملكة ديهيا هي رمزا من رموز الذكاء و التضحية الوطنيّة ....! رسمت إبداع أنْثي، و جمال أُنثي و تاريخ أُنثي،و عبقريّة أُنثي و قوّة الأُنثي، مُلهمة الشعراء والفنانين والمبدعين ، تضعها في دائرة الضوء و في الحاضر رسمت بألوانها على لوحة الكانفاس شخصيّة مها الغنيم من الكويت التي اسست أول شركة كويتية يتم إدراجها في بورصة لندن و رسمت شخصيّة رجاء القرق عضو مجلس جمعية نساء دبي و هي أول إمرأة من الامارات العربية يتم تعيينها في مجلس ادارة بنك الشرق الاوسط و من السعودية رسمتُ المُناضلة رانيا نشار رئيسة لمجموعة سامبا الماليّة ، تلك السيّدة ناضلت من اجل الوصول الى اعلى المراتب و لم تنسى نضال المرأة الافريقيّة ، حيث نقلت جمال نضالها علي لوحتها الفنية فتتحول إلى لغة عالمية وصلت بها رسالة ان الجمال ليس له علاقة بلون البشرة بل على العكس السمرة من الجمال فها هي ريشتها تحتفي بإفريقيا الساحرة و الاسمر سيد المكان،رسمت لوحة بشخصية نسائية نضاليّة سمراء قوية، دفئ اللون الأسمر ميزة لوحتها الفنيّة تبعث فيك آلاف الاسئلة عن المرأة الافريقية وقصصها، عن جمالها ، بشرتها السمراء وغطاء الرأس ونظرة ثاقبة تدعوك لتعيش القليل من قوة الافريقيات و نضالهنّ من اجل الحرية و الكرامة و من اجل النّهوض بأوطانهنّ كرّمت بلوحاتها الفنية و رسوماتها نجاحات و انجازات أقوى النساء العربيات ! لا يزال طريقها الفنّي و مشاريعها التشكيلية طويلا في رسم نضال المرأة و قوّتها و حكمتها ، هذه هي الفنانة التشكيلية والشاعرة العربية المرهفة الأديبة التونسية سناء هيشري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أي تساؤل عن الموضوع